ألَمُ الثَّدي الدَّوريُّ cyclical breast
pain (cyclical mastalgia) هو ألمٌ في المنطقة العلويَّة الخارجيَّة من
الثَّدي، يمكن أن يمتدَّ إلى الإبطين.
يرتبطٌ ألَمُ الثَّدي الدَّوريُّ بالدَّورة
الطمثيَّة، ولذلك فهو لا يُصيب إلاَّ النِّساءَ قبل سنِّ اليأس (اللواتي
لديهنَّ دوراتٌ شهريَّة). تبدأ الدَّورةُ الطمثيَّة في اليوم الأوَّل من
الفترة الشَّهرية عندَ المرأة، وتنتهي في اليوم السَّابِق للفترة اللاحقة.
يبدأُ ألَمُ الثَّدي الدَّوريُّ عادةً قبلَ يوم إلى ثلاثة أيَّام من بدء الدَّورة الطمثيَّة، ويتحسَّن في نهايتها.
انتشارُ ألَم الثَّدي الدَّوريِّ
يُصيب ألَمُ الثَّدي الدَّوريُّ الكثيراتِ من
النِّساء؛ ففي بريطانيا، يُقدَّر بأنَّه يُصيب زُهاءَ ثلثي النِّساء، في
حين تُعانِي امرأةٌ من كلِّ عشر نساء تقريباً من ألمٍ متوسِّط إلى شَديد.
وفي حين أنَّ نحو ثلث النِّساء اللواتي
يُعانين من ألَمِ الثَّدي الدَّوريِّ يلاحظن أنَّ الحالةَ تتحسَّن من دون
معالجة بعدَ نحو ثلاث دورات شهريَّة، لكنَّ الكثيرات منهن يعود الألمُ
إليهن في الدَّورات اللاحقَة.
لا يعدُّ ألمُ الثَّدي من أعراض سَرطان
الثَّدي، كما أنَّ ألَمَ الثَّدي الدَّوريَّ لا يزيد خطرَ الإصابة بهذا
السَّرطان. لكن، يمكن زيادة الطَّبيب إذا كانت المرأة قلقةً من هذا الألم،
حيث يستطيع الطَّبيبُ طمأنتَها، وتتعايش نساءٌ كثيرات مع ألم الثَّدي بعد
أن يتأكَّدن من أنَّه غير ناجم عن ورمٍ.
أعراضُ ألَم الثَّدي الدَّوريِّ
يُصيب ألَمُ الثَّدي الدَّوريُّ كلا الثَّديين عادةً؛ وتشتملُ أعراضُه على ما يلي:
- ألَم في المنطقة العلويَّة الخارجيَّة من الثَّدي.
- يمكن أن يمتدَّ الألَمُ إلى الإبطين، وإلى الذِّراعين أحياناً.
- مَضَض أو إيلام tenderness في الثَّديين، مع بعض التورُّم والتكتُّل، لكن من دون وجود كتلة صُلبَة.
قد تشعر المريضَةُ بثقَل أو وَجَع، وربَّما
بألمٍ واخِز أو حارِق. ويظهرُ هذا الألَمُ عادةً قبلَ يوم إلى ثلاثة أيَّام
من بدء الدَّورة الطمثيَّة، ويتحسَّن في نهايتها.
متى تراجِع المريضَةُ الطبيبَ؟
تُراجِع المريضَةُ الطَّبيبَ عندما تُلاحِظ تغيُّرات في ثَدييها، مثل:
- وجود كتلةٍ أو منطقة من النَّسيج المتثخِّن في أحد الثَّديين.
- نَجيج أو خروج سائِل من إحدى الحلمتين (لاسيَّما عندما يترافق بخيوط دمويَّة).
- وجود كتلةٍ أو تورُّم في أحد الإبطين.
- تغيُّر في حجم أو شَكل أحد الثَّديين أو كليهما.
- ظُهور انخفاض في جلد الثَّديين.
- ظُهور طفحٍ في الحلمة أو حولَها.
- تغيُّر في مظهر الحلمَة، كأن تنكمش إلى الدَّاخِل.
- ألم في أحد الثَّديين أو الإبطين لا علاقةَ له بالدَّورة الشهريَّة.
- كما ينبغي مراجعةُ الطَّبيب إذا ترافقَ ألَمُ الثَّدي الدَّوريُّ أيضاً مع ما يلي:
- أيَّة أعراض للعدوى في الثَّدي، مثل التورُّم أو الاحمِرار أو السُّخونة الموضعيَّة أو الحمَّى.
- أيَّة أعراض للحمل، مثل انقطاع الدَّورة الشهريَّة.
فإذا عانت المريضةُ من ألم الثَّدي مع أعراضٍ
أخرى، أو استمرَّ الألمُ طوالَ الدَّورة الشهريَّة (وليس في الفترة ما
حولَها)، فقد لا يكون هو ألم الثَّدي الدَّوري. وفي هذه الحالات، قد يطلب
الطبيب مزيداً من الاستقصاءات عن السَّبب.
أسبابُ ألم الثَّدي الدَّوري
لا يزالُ السَّببُ الدَّقيق لألَم الثَّدي
الدَّوري غيرَ معروف حالياً، لكنَّه يرتبط بالدَّورة الطمثيَّة، والتي تبدأ
في اليوم الأوَّل من الفترة الشَّهرية عندَ المرأة، وتنتهي في اليوم
السَّابِق للفترة اللاحقة.
الهُرمونات
يجري التحكُّمُ الدَّورة الطمثيَّة من خِلال
هُرمونات يُطلقها الجسمُ، مثل الإستروجين. والهُرموناتُ هي موادُّ
كيميائيَّة قوية تتَّصف بمجالٍ واسع من التأثيرات في الجسم. وقد يكون ألَمُ
الثَّدي الدَّوري مُترافقاً مع تَغيُّر في مستويات هذه الهُرمونات.
ولكن، لا يترافقُ ألَمُ الثَّدي الدَّوري مع أيَّة حالاتٍ مرتبطة بالثَّدي نفسه.
الأسبابُ الأخرى المحتملَة
قد يكون ألَمُ الثَّدي الدَّوري ناجماً عن بعض
أنواع الأدوية أيضاً. ولكن في مثل هذه الحالة، لا تكون هناك علاقةٌ بين
الألم والدَّورة الشَّهريَّة، بل قد يكون ثابتاً. ومن الأدوية التي يمكن أن
تؤدِّي إلى ألم الثَّدي نذكر:
- الأدوية التي تحتوي على هُرمونات، مثل حبوب منع الحمل وأدوية المعالجة الهُرمونيَّة المعيضَة hormone replacement therapy (HRT).
- بعض الأدوية المضادَّة للاكتِئاب antidepressants.
- بعض مُضادَّات الذُهان antipsychotics التي تُستعمَل في معالجةِ بعض الأمراض النَّفسيَّة، كالفُصام schizophrenia.
- بعض مُضادَّات القلق anxiolytics.
- بعض الأدوية الخافِضَة لضغط الدَّم.
- بعض المُضادَّات الحيويَّة.
كما يُعتقَد أنَّ التَّدخينَ والكافيين
caffeine (الموجود في الشَّاي والقهوة والكولا) هما من العَوامل المتَّهمة
في إحداث ألم الثَّدي. وقد تترافق الأدويةُ العشبيَّة بمثل هذا الألم.
تشخيصُ ألَم الثَّدي الدَّوري
قد يسأل الطبيبُ المريضَة المُصابة بألَم الثَّدي الدَّوري الأسئلةَ التَّالية، حتَّى يستطيع استبعادَ الأسباب الأخرى للألم:
- هل يحدث الألمُ في الثَّديين كليهما؟
- أين تشعر المريضةُ بالألم في نواحي الثَّدي؟
- هل تتناول المريضةُ أيَّةَ أدوية، مثل حبوب منع الحمل؟
- هل المريضَة حامِل؟
- هل لدى المريضَة أعراضٌ أخرى، مثل وجود كتلة أو نجيج من الحلمة؟
- هل تُدخِّن المريضَة؟
- كما تتناول المريضَة من الكافيين يومياً؟
وقد يقرِّر الطبيبُ فحصَ الثَّديين عندَ الاشتباه بوجود كتلٍ فيهما.
علاج ألم الثدي الدوري
يتحسَّن ألَمُ الثَّدي الدَّوري، في بعض
الحالات، من دون معالجة. كما أنَّ الكثيراتِ من النِّساء تشعرن بالرَّاحة
بعدَ طمأنة الطبيب لهن بأنَّ ألَم الثَّدي لديهن ليس ناجماً عن حالةٍ
خَطيرة.
المساعدةُ الذَّاتية
إذا كان ألمُ الثَّدي يحتاج إلى معالجة، فهناك عدَّةُ تَدابير يمكن أن تجرِّبَها المريضةُ بنفسها، وهي:
- ارتداء صدريَّة ثديين مناسبة خلال النَّهار.
- وضع صدريَّة ثديين داعمة وليِّنة خلال النَّوم.
- تناول بعض المسكِّنات البَسيطَة، مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين خلال الألم. ولكن يجب استِشارةُ الطَّبيب إذا كانت المريضةُ تعانِي من الرَّبو أو المشاكل الكلويَّة أو الكبديَّة؛ فقد ينصح الطَّبيبُ، في هذه الحالات، باستعمال مستحضرات جلديَّة مسكِّنة، مثل مستحضرات الدِّيكلوفيناك diclofenac أو الإيبوبروفين ibuprofen.
تَدابير أخرى
يقترح بعضُ الخبراء تَدابيرَ أخرى لتَخفيف ألم الثَّدي، مع أنَّها غير مُثبتَة علمياً:
- التَّقليل من تناول الكافيين الموجود في الشَّاي والقهوة والكولا.
- التَّقليل من تناول الدُّهون المشبَعة التي توجد في الزبدَة ورقائِق البطاطس والأطعمة المقليَّة.
- الإقلاع عن التَّدخين.
المعالجاتُ البَديلَة
- الاستفادة من عِلم المُنعَكَسات reflexology، حيث يجري تمسيدُ مناطق محدَّدة من الجسم، مثل أخمص القَدم.
- الوَخزُ الإبرِيُّ acupuncture، حيث تُطبَّق وخزاتُ هذه الإبر على مواضِع معيَّنة من الجسم.
تَناولُ زيت زَهرة الرَّبيع مساءً
قد يُوصي بعضُ الأطبَّاء بتناول زيت زَهرة
الرَّبيع زيت زَهرة الرَّبيع primrose oil مَساءً؛ وهو يأتِي على شكل
كبسولات، ويتوفَّر في بعض الصيدليَّات ومَحلاَّت الأغذية الصحِّية.
ويُحدِّد الطبيبُ المُنتَج المناسب وكيفيَّة تناوله. ويضمن تناولُه في
المساء تَجنُّبَ التأثيرات الجانبيَّة. وقد ثبت بالتَّجارب العلميَّة أنَّ
له تأثيراً قوياً، مع أنَّه ربَّما يكون تأثيراً نفسياً.
الأدوية
إذا كان الألمُ شَديداً بحيث يؤثِّر في حياة المريضَة، فقد يحتاج الطَّبيبُ إلى وصف أحد الأدوية التَّالية:
- الدَّنازول Danazol.
- البروموكربتين Bromocriptine.
- التَّاموكسيفين Tamoxifen.
- الغوسيريلين Goserelin.
- التُّوريميفين Toremifene.
وهذه الأدويةُ جميعاً تؤثِّر في مستويات
الهُرمونات في الجسم، ويمكن أن تساعدَ على الحدِّ من ألم الثَّدي الدَّوري.
ولكنَّها قد تُسبِّب بعضَ التأثيرات الجانبيَّة المزعجة، مثل زيادة
الشَّعر في أمكان غير مرغوبة وزيادة في خشونة الصَّوت. ولا تحتاج الكثيراتُ
من النِّساء إلى استعمال هذه الأدوية، وربَّما تمنعهن هذه التأثيرات
الجانبيَّة.
يُرخَّصُ الدَّنازول لمعالجة الألم الشَّديد
النَّاجِم عن الدَّاء الليفي الكيسي في الثَّدي fibrocystic breast disease
(التَّكاثُر الغُدِّيُّ fibroadenosis)؛ وهو حالةٌ تسبِّب تورُّمات حَميدة
(غير سرطانيَّة) في الثَّدي. وقد يكون من التَّأثيراتِ الجانبيَّة لهذ
الدَّواء خشونة دائمة في الصَّوت وشعرانيَّة (ظُهور الشعر في أماكن غير
مرغوبة عندَ النِّساء).
يُعطى البروموكربتين في بعض الحالات التي تُصيب الثَّديين، مثل فرط إنتاج الحليب من الثَّدي (ثَرُّ اللَّبَن galactorrhoea).
يُستعمَل التَّاموكسيفين والغوسيريلين
والتُّوريميفين في معالجة سَرطان الثَّدي، كما قد تُستعمَل في معالجة ألم
الثَّدي، مع أنَّها غير مرخَّصَة للاستِعمال الأخير.
0 التعليقات:
إرسال تعليق